*في عام 2014، وقعت حادثة مؤثرة هزّت مشاعر العالم، بطلتها طفلة روسية لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات تُدعى `كارينا تشيكيتوفا`، كتبت فصلًا استثنائيًا في رواية الإرادة والحب والوفاء، بمساعدة كائن وفيّ لا يعرف سوى الإخلاص... كلبتها `"نايدا"`..*

*في إحدى القرى النائية بجمهورية ساخا في سيبيريا، خرجت الصغيرة كارينا خلف والدها الذي غادر المنزل دون أن يدرك أنها تتبعه، حاملة معها كلبة العائلة الوفية `"نايدا"`.. لم يلاحظ أحد غيابها في البداية، وظنّ الجميع أنها برفقة أحد الوالدين، حتى تبيّن بعد أيام أنها قد فُقدت في البرية السيبيرية القاسية..*

*عندما أدركت العائلة أن كارينا مفقودة، اندلعت حملة بحث ضخمة شارك فيها مئات من رجال الإنقاذ والمتطوعين، في مواجهة غابات كثيفة، وليل بارد، وخطر الحيوانات المفترسة..ومع مرور الأيام، بدأ الأمل يتلاشى تدريجيًا...لكن شيئًا غير متوقع كان يحدث في الخفاء..*

*لم تترك `"نايدا"` الطفلة لحظة واحدة..كانت تحيطها بجسدها الصغير، توفّر لها الدفء في الليالي الباردة، وتخفف عنها وحشة الغابة وصمتها..ومع مرور الأيام وازدياد الخطر، اتخذت نايدا قرارًا بطوليًا؛ غادرت كارينا وعادت إلى القرية وحدها، في مشهد أربك الجميع، وظنوا للأسف أن الطفلة قد فارقت الحياة..لكن تصرف الكلب لم يكن سوى بداية الفرج..*

*`كارينا`.. التي بالكاد تعي معنى الخوف، قاومت الموت بصبر الأطفال الفطري، وتعلمت كيف تقتات على التوت البري، وتشرب من مياه النهر، وتنام مختبئة في أعشاب القصب الطويلة، متشبثة ببقايا الدفء الذي تركته `"نايدا"` أحد عشر يومًا قضتها وحدها، دون طعام حقيقي، دون مأوى، دون أي وسيلة للنداء أو الدفاع عن النفس..*

*بعد أن عادت `نايدا` إلى القرية، أدرك رجال الإنقاذ أن الطفلة ربما لا تزال على قيد الحياة، فتتبعوا خطوات الكلب، الذي قادهم بثقة وإصرار إلى موقع `كارينا` وهناك، وسط حقل من القصب، وجدوها مستلقية على الأرض، منهكة، لكنها حيّة، بأعجوبة..*

*تحولت قصة `كارينا و نايدا` إلى رمز عالمي للوفاء والأمل، وتجسيد حيّ للعلاقة العميقة التي تربط الإنسان بالحيوان. لم تكن مجرد قصة نجاة، بل كانت رسالة عن الحب الحقيقي الذي لا يُقال، بل يُترجم بالأفعال..*

*هل يمكن أن نعتبر نايدا بطلة؟ نعم، بل ملاكًا بأربعة أرجل، حمت الطفلة، ثم جلبت لها الحياة من جديد..*

> *〖عـجـائـب وغـࢪائـب حـول الـعـالـم〗*