Προωθημένο

في عالم مزقته العواصف الخفية، حيث احترقت الخرائط واختلطت أنفاس الجن بالأتقياء، لا تزال هناك شرارة صغيرة، تختبئ تحت رماد الزمن، تهمس بأن الإنسان لم يُخلق ليتحول إلى ترس في آلة، ولا سلعة على رف، بل ليكون ميزاناً حيّاً، يمشي على الأرض بالعدل، وتتنفس من خلاله الأرواح الطاهرة صدقها في الوجود.

الإنسان المطلوب ليس كائناً مثالياً يتكلم بلغة الملائكة، ولا ولياً متنسكاً في الكهوف بعيداً عن همّ الخلق، بل هو من عبر الغابة الملعونة التي امتلأت بأصوات الأفكار المسمومة، ولم يسمح لها أن تستوطن قلبه. هو من سمع تعاويذ السوق، وشاهد سحر السلطة، لكنه لم يركع، بل حمل في داخله مرآةً صافية يرى بها وجه الحق وسط الضباب.

ليس المطلوب أن يعود إلى زمن الأوهام، بل أن يتجاوزها، أن يُعيد للمعنى مكانته، للرحمة قوتها، وللعدل قدسيته. أن يفهم أن الأمانة ليست شيئاً يُحتفظ به في صندوق، بل حركة، موقف، ارتجافة في النفس حين تميل الكفة، واستقامة تُعيدها بلا ضجيج. هو إنسان يعرف أن العدل لا يسكن الوثائق، بل القلوب، وأن القانون بلا ضمير خادمٌ لغير الحق، ولو غلّفته اللغة الذهبية.

هذا الإنسان لا يُبنى بالخطب ولا يُخلّق في مصانع التعليم المعلّب، بل يُستدعى من أعماق الذاكرة الأولى، حين كانت الأرواح تتعلم من نورها، وتزن الأمور بميزان الخشية والمحبة، لا بمقاييس الربح والخسارة. يُبنى حين تتربى النفس على السكون في وجه الغرور، وعلى الثورة في وجه الظلم، وعلى أن يكون لفعله معنى يتجاوز البصر.

إنه إنسان يرى الآخر مرآةً لا سُلّماً، يسمع أنين الأرض ويشعر به، لا يمرّ عليه مرور التجار، بل يحنو كوليّ يعرف أن كل ظلم يهتز له ميزان في السماء، وكل عدلٍ، وإن خفي، تُدوّنه ملائكة لا تنام.

إنه من يزرع في السوق الصاخبة نخلةً، لا لتربح، بل لتظلّل، ومن يمد يده وسط الجنون لا ليُسيطر، بل ليهدي، ومن يكتب لا ليُقنع، بل ليُذكّر، ومن يبني لا ليعلو، بل ليُؤوي الضعفاء.

هذا الإنسان لا ينتظر نبيّاً، ولا يتعبد في حضرة فكرة، بل يصغي لصوت خافت في داخله يقول له: كن ميزاناً، تكن نوراً. كن أمانة، يكن لك الخلود.

فالعالم لا يحتاج المزيد من العقول المتكاثرة، بل الأرواح التي تعي،
ولا المزيد من الكلمات، بل من الصمت الذي يفهم،
ولا المزيد من الهياكل، بل من الوجوه التي تعكس وجهاً واحداً:
وجه العدل حين يبتسم من غير خوف،
ووجه الحق حين يُقال ولو أمام جنيٍّ يتوشّح بذهب السلطان.

ذاك هو الإنسان المطلوب...
إنسانٌ، كلما مشت قدماه على التراب،
أزهرت الأرض من حوله،
وسكنت الملائكة قليلاً،
لترى كيف يكون العدل حين يمشي
في عالم مزقته العواصف الخفية، حيث احترقت الخرائط واختلطت أنفاس الجن بالأتقياء، لا تزال هناك شرارة صغيرة، تختبئ تحت رماد الزمن، تهمس بأن الإنسان لم يُخلق ليتحول إلى ترس في آلة، ولا سلعة على رف، بل ليكون ميزاناً حيّاً، يمشي على الأرض بالعدل، وتتنفس من خلاله الأرواح الطاهرة صدقها في الوجود. الإنسان المطلوب ليس كائناً مثالياً يتكلم بلغة الملائكة، ولا ولياً متنسكاً في الكهوف بعيداً عن همّ الخلق، بل هو من عبر الغابة الملعونة التي امتلأت بأصوات الأفكار المسمومة، ولم يسمح لها أن تستوطن قلبه. هو من سمع تعاويذ السوق، وشاهد سحر السلطة، لكنه لم يركع، بل حمل في داخله مرآةً صافية يرى بها وجه الحق وسط الضباب. ليس المطلوب أن يعود إلى زمن الأوهام، بل أن يتجاوزها، أن يُعيد للمعنى مكانته، للرحمة قوتها، وللعدل قدسيته. أن يفهم أن الأمانة ليست شيئاً يُحتفظ به في صندوق، بل حركة، موقف، ارتجافة في النفس حين تميل الكفة، واستقامة تُعيدها بلا ضجيج. هو إنسان يعرف أن العدل لا يسكن الوثائق، بل القلوب، وأن القانون بلا ضمير خادمٌ لغير الحق، ولو غلّفته اللغة الذهبية. هذا الإنسان لا يُبنى بالخطب ولا يُخلّق في مصانع التعليم المعلّب، بل يُستدعى من أعماق الذاكرة الأولى، حين كانت الأرواح تتعلم من نورها، وتزن الأمور بميزان الخشية والمحبة، لا بمقاييس الربح والخسارة. يُبنى حين تتربى النفس على السكون في وجه الغرور، وعلى الثورة في وجه الظلم، وعلى أن يكون لفعله معنى يتجاوز البصر. إنه إنسان يرى الآخر مرآةً لا سُلّماً، يسمع أنين الأرض ويشعر به، لا يمرّ عليه مرور التجار، بل يحنو كوليّ يعرف أن كل ظلم يهتز له ميزان في السماء، وكل عدلٍ، وإن خفي، تُدوّنه ملائكة لا تنام. إنه من يزرع في السوق الصاخبة نخلةً، لا لتربح، بل لتظلّل، ومن يمد يده وسط الجنون لا ليُسيطر، بل ليهدي، ومن يكتب لا ليُقنع، بل ليُذكّر، ومن يبني لا ليعلو، بل ليُؤوي الضعفاء. هذا الإنسان لا ينتظر نبيّاً، ولا يتعبد في حضرة فكرة، بل يصغي لصوت خافت في داخله يقول له: كن ميزاناً، تكن نوراً. كن أمانة، يكن لك الخلود. فالعالم لا يحتاج المزيد من العقول المتكاثرة، بل الأرواح التي تعي، ولا المزيد من الكلمات، بل من الصمت الذي يفهم، ولا المزيد من الهياكل، بل من الوجوه التي تعكس وجهاً واحداً: وجه العدل حين يبتسم من غير خوف، ووجه الحق حين يُقال ولو أمام جنيٍّ يتوشّح بذهب السلطان. ذاك هو الإنسان المطلوب... إنسانٌ، كلما مشت قدماه على التراب، أزهرت الأرض من حوله، وسكنت الملائكة قليلاً، لترى كيف يكون العدل حين يمشي
Love
1
0 Σχόλια 0 Μοιράστηκε 0 Προεπισκόπηση
Προωθημένο
Προωθημένο
Προωθημένο
I-Salers https://salers.inezgane.store