إعلان مُمول

في قديم الزمان، وتحديدًا في أحد أركان الصحراء العربية الممتدة بلا حدود، كان هناك رجل فقير يدعى سالم. لا يملك في هذه الدنيا إلا ابنته الصغيرة رقية، طفلة بوجه كالقمر وعيون يملاها الحنين. كانا يجوبان الصحراء بحثًا عن لقمة وملجأ، حتى وصلا ذات مساء إلى خيمة بالية تسكنها عجوز غامضة.

بادرت سالم بابتسامة باهتة، وعرضت عليه أن تترك رقية عندها إلى حين عودته من رحلته لجلب الزاد من القبائل المجاورة. نظر سالم إلى ابنته، مسح على رأسها وهمس لها: "ما تغيب الشمس وأكون عندك يا بنتي، أوعدك." غادر، لكن الشمس غابت، وغابت العجوز، وغابت رقية.

حين عاد سالم، لم يجد الخيمة ولا أثر لطفلته. ركع على الرمال، نادى، بكى، صرخ، لكن لا مجيب. ومن يومها صار تائهاً بين القوافل، يبحث عنها ويبكيها في صمته. أما رقية، فقد أخذتها العجوز معها وسارت بها في الصحراء والبلاد، تعاملها كخادمة، تمنعها من اللعب، تقيدها ليلاً، وتخفيها عن العيون.

لكن رقية، رغم طفولتها، كانت تملك قلبًا لا يستعبد وروحًا لا تكسر. وفي ليلة ظلماء، حين كانت العجوز نائمة، هربت الصغيرة لا تعرف إلى أين تمشي، وتتخبط بين كثبان الرمل. وعند الفجر، سقطت على ركبتيها ونامت فوق الرمل الحار كزهرة أرهقها العطش.

هناك، ظهر من بين الضباب راعٍ شاب يدعى حسان. كان يقود أغنامه نحو الواحة، فشاهدها ممددة على الأرض كأنها حلم. اقترب، حملها برفق، وسقاها لبنًا، وكساها من عباءته. ومنذ ذلك اليوم، صارت رقية ابنته في الحماية، وأخته في الغربة، ورفيقته في البحث عن الأب الغائب.

مرت السنوات، كبرت رقية وتعلمت من الحياة ما لا يكتب في كتب. تعلمت أن تصبر، أن تحب، أن تسامح. كبر حسان معها، ولم يرَ فيها إلا امرأة من نور. تزوجا، وكان زواجهما بداية حياة جديدة.

وذات يوم، وفي سوق عامر بالناس، رأى حسان شيخًا مسنًا يقف عند زاوية السوق، يبكي وينادي: "من يعرف فتاة اسمها رقية؟ كانت ابنتي، سرقتها العجوز من خيمتي قبل 30 عامًا." اقترب حسان منها، وسرعان ما جمع الله الشتات. حين رأته رقية، لم تنطق، بل ركضت نحوه كما تركتها، بصدرها الصغير، بقلبها الطفولي، بدموعها. احتضنها والدها، وبكى كأنه لم يبكِ في عمره إلا تلك اللحظة.

لم تكن نهاية، بل كانت ولادة جديدة. فقد أصبح سالم تاجراً كبيرًا، وسلم أموره كلها إلى حسان، وجعل رقية سيدة الدار. وعاش الجميع في بيت واحد، غمرته الرحمة والدفء. ومنذ ذلك اليوم، سميت رقية بين الناس "زهرة الرمال" التي لم تذب رغم كل العواصف ...
انتهت قصتي اليوم على أمل أن تكونو استمتعتم واستفدتم منها فضلا وليس أمراً إذا انتهيتم من القراءة اتركوا بصمتكم بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم
لكي استمر في نشر كل ماهو جديد وممتع لحضراتكم
في قديم الزمان، وتحديدًا في أحد أركان الصحراء العربية الممتدة بلا حدود، كان هناك رجل فقير يدعى سالم. لا يملك في هذه الدنيا إلا ابنته الصغيرة رقية، طفلة بوجه كالقمر وعيون يملاها الحنين. كانا يجوبان الصحراء بحثًا عن لقمة وملجأ، حتى وصلا ذات مساء إلى خيمة بالية تسكنها عجوز غامضة. بادرت سالم بابتسامة باهتة، وعرضت عليه أن تترك رقية عندها إلى حين عودته من رحلته لجلب الزاد من القبائل المجاورة. نظر سالم إلى ابنته، مسح على رأسها وهمس لها: "ما تغيب الشمس وأكون عندك يا بنتي، أوعدك." غادر، لكن الشمس غابت، وغابت العجوز، وغابت رقية. حين عاد سالم، لم يجد الخيمة ولا أثر لطفلته. ركع على الرمال، نادى، بكى، صرخ، لكن لا مجيب. ومن يومها صار تائهاً بين القوافل، يبحث عنها ويبكيها في صمته. أما رقية، فقد أخذتها العجوز معها وسارت بها في الصحراء والبلاد، تعاملها كخادمة، تمنعها من اللعب، تقيدها ليلاً، وتخفيها عن العيون. لكن رقية، رغم طفولتها، كانت تملك قلبًا لا يستعبد وروحًا لا تكسر. وفي ليلة ظلماء، حين كانت العجوز نائمة، هربت الصغيرة لا تعرف إلى أين تمشي، وتتخبط بين كثبان الرمل. وعند الفجر، سقطت على ركبتيها ونامت فوق الرمل الحار كزهرة أرهقها العطش. هناك، ظهر من بين الضباب راعٍ شاب يدعى حسان. كان يقود أغنامه نحو الواحة، فشاهدها ممددة على الأرض كأنها حلم. اقترب، حملها برفق، وسقاها لبنًا، وكساها من عباءته. ومنذ ذلك اليوم، صارت رقية ابنته في الحماية، وأخته في الغربة، ورفيقته في البحث عن الأب الغائب. مرت السنوات، كبرت رقية وتعلمت من الحياة ما لا يكتب في كتب. تعلمت أن تصبر، أن تحب، أن تسامح. كبر حسان معها، ولم يرَ فيها إلا امرأة من نور. تزوجا، وكان زواجهما بداية حياة جديدة. وذات يوم، وفي سوق عامر بالناس، رأى حسان شيخًا مسنًا يقف عند زاوية السوق، يبكي وينادي: "من يعرف فتاة اسمها رقية؟ كانت ابنتي، سرقتها العجوز من خيمتي قبل 30 عامًا." اقترب حسان منها، وسرعان ما جمع الله الشتات. حين رأته رقية، لم تنطق، بل ركضت نحوه كما تركتها، بصدرها الصغير، بقلبها الطفولي، بدموعها. احتضنها والدها، وبكى كأنه لم يبكِ في عمره إلا تلك اللحظة. لم تكن نهاية، بل كانت ولادة جديدة. فقد أصبح سالم تاجراً كبيرًا، وسلم أموره كلها إلى حسان، وجعل رقية سيدة الدار. وعاش الجميع في بيت واحد، غمرته الرحمة والدفء. ومنذ ذلك اليوم، سميت رقية بين الناس "زهرة الرمال" التي لم تذب رغم كل العواصف ... انتهت قصتي اليوم على أمل أن تكونو استمتعتم واستفدتم منها فضلا وليس أمراً إذا انتهيتم من القراءة اتركوا بصمتكم بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم ❤️ لكي استمر في نشر كل ماهو جديد وممتع لحضراتكم
Like
2
0 التعليقات 0 المشاركات 0 معاينة
إعلان مُمول
إعلان مُمول
إعلان مُمول
I-Salers https://salers.inezgane.store