تقول العرب في أمثالها
"مَن أطاع غضبَه ساء أدبُه."
قصة المثل:
كان في سالف الزمان أعرابيٌ من أهل البادية، مشهورٌ بشجاعته وبراعته في الصيد، يهوى التجوال في الفيافي والصحارى، وكان له صقرٌ وفيٌ يرافقه في كل رحلة، لا يفارقه أبدًا، وقد اعتاد أن يجعله على ذراعه، ويأنس به كما يأنس الصديق بصديقه.
وفي يومٍ من الأيام، خرج الأعرابي في رحلة صيد طويلة، سار فيها في الوديان واعتلى الجبال، حتى اشتد عليه العطش، وبدأ يبحث عن ماءٍ يروي به ظمأه.
وبينما هو كذلك، أبصر نبعًا صغيرًا يخرج من بين الصخور على سفح جبل، ففرح به فرحًا شديدًا، وأخرج كأسًا من جلدٍ كان يحمله في جرابه، وبدأ يملأه ببطء من خرير الماء الرقراق.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فمه، إذا بصقره يـ.ـنقض عليه، ويضـ.ـرب الكأس بمخالبه، فيـ.ـسقط الماء على الأرض!
تعجب الأعرابي من فعل الصقر، ولكنه كظم غيظه، وملأ الكأس مرة أخرى. وما إن همّ بالشرب، حتى كرر الصقر فعلته، وأسقط الكأس من جديد. وهنا بدأ الغضب يتسلل إلى قلب الأعرابي، لكنه تماسَك، وأعاد المحاولة مرة ثالثة.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فيه، هاج الصقر مرة أخرى، وضـ.ـرب الكأس وأسقطه، فاستشاط الأعرابي غضبًا، واستل خنـ.ـجره، ثم هوى به على الصقر، فقـ.ـطع جناحه، فسـ.ـقط مـ.ـيتًا عند قدميه.
وبعد لحظاتٍ من السكون، وندمٍ بدأ يسري في نفسه، تسلّق الأعرابي الجبل ليصل إلى عين النبع، علّه يشرب منه مباشرة ويستحم، فإذا به يجد حيةً سـ.ـامةً ضخمة قد ماتـ.ـت في الماء، وظهر أثر الـ.ـسم في لون الماء ورائحته.
هناك أدرك الأعرابي الحقيقة المُرّة، وأن صديقه الصقر كان يمنعه من شرب ماء مسـ.ـموم، وقد حاول إنقاذه ثلاث مرات، لكنه أطاع غـ.ـضبه، فقـ.ـتل أعز أصدقائه.
جلس الأعرابي على الصخر، والدمع يترقرق في عينيه، ثم حمل صقره بين يديه، وقال بصوتٍ متهدّج:
> " لقد منعتني من الهـ.ـلاك، فجزيتُك بالقـ.ـتل!"
ثم تمتم بندمٍ شديد:
"مَن أطاع غضـ.ـبَه ساء أدبُه."
يقول أبو العتاهية:
"ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم
عدوًّا لعقل المرء أعدَى من الغضبِ."
المصدر
مجمع الأمثال للميداني
الاغاني لـ ابو الفرج الاصفهاني
"مَن أطاع غضبَه ساء أدبُه."
قصة المثل:
كان في سالف الزمان أعرابيٌ من أهل البادية، مشهورٌ بشجاعته وبراعته في الصيد، يهوى التجوال في الفيافي والصحارى، وكان له صقرٌ وفيٌ يرافقه في كل رحلة، لا يفارقه أبدًا، وقد اعتاد أن يجعله على ذراعه، ويأنس به كما يأنس الصديق بصديقه.
وفي يومٍ من الأيام، خرج الأعرابي في رحلة صيد طويلة، سار فيها في الوديان واعتلى الجبال، حتى اشتد عليه العطش، وبدأ يبحث عن ماءٍ يروي به ظمأه.
وبينما هو كذلك، أبصر نبعًا صغيرًا يخرج من بين الصخور على سفح جبل، ففرح به فرحًا شديدًا، وأخرج كأسًا من جلدٍ كان يحمله في جرابه، وبدأ يملأه ببطء من خرير الماء الرقراق.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فمه، إذا بصقره يـ.ـنقض عليه، ويضـ.ـرب الكأس بمخالبه، فيـ.ـسقط الماء على الأرض!
تعجب الأعرابي من فعل الصقر، ولكنه كظم غيظه، وملأ الكأس مرة أخرى. وما إن همّ بالشرب، حتى كرر الصقر فعلته، وأسقط الكأس من جديد. وهنا بدأ الغضب يتسلل إلى قلب الأعرابي، لكنه تماسَك، وأعاد المحاولة مرة ثالثة.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فيه، هاج الصقر مرة أخرى، وضـ.ـرب الكأس وأسقطه، فاستشاط الأعرابي غضبًا، واستل خنـ.ـجره، ثم هوى به على الصقر، فقـ.ـطع جناحه، فسـ.ـقط مـ.ـيتًا عند قدميه.
وبعد لحظاتٍ من السكون، وندمٍ بدأ يسري في نفسه، تسلّق الأعرابي الجبل ليصل إلى عين النبع، علّه يشرب منه مباشرة ويستحم، فإذا به يجد حيةً سـ.ـامةً ضخمة قد ماتـ.ـت في الماء، وظهر أثر الـ.ـسم في لون الماء ورائحته.
هناك أدرك الأعرابي الحقيقة المُرّة، وأن صديقه الصقر كان يمنعه من شرب ماء مسـ.ـموم، وقد حاول إنقاذه ثلاث مرات، لكنه أطاع غـ.ـضبه، فقـ.ـتل أعز أصدقائه.
جلس الأعرابي على الصخر، والدمع يترقرق في عينيه، ثم حمل صقره بين يديه، وقال بصوتٍ متهدّج:
> " لقد منعتني من الهـ.ـلاك، فجزيتُك بالقـ.ـتل!"
ثم تمتم بندمٍ شديد:
"مَن أطاع غضـ.ـبَه ساء أدبُه."
يقول أبو العتاهية:
"ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم
عدوًّا لعقل المرء أعدَى من الغضبِ."
المصدر
مجمع الأمثال للميداني
الاغاني لـ ابو الفرج الاصفهاني
تقول العرب في أمثالها
"مَن أطاع غضبَه ساء أدبُه."
قصة المثل:
كان في سالف الزمان أعرابيٌ من أهل البادية، مشهورٌ بشجاعته وبراعته في الصيد، يهوى التجوال في الفيافي والصحارى، وكان له صقرٌ وفيٌ يرافقه في كل رحلة، لا يفارقه أبدًا، وقد اعتاد أن يجعله على ذراعه، ويأنس به كما يأنس الصديق بصديقه.
وفي يومٍ من الأيام، خرج الأعرابي في رحلة صيد طويلة، سار فيها في الوديان واعتلى الجبال، حتى اشتد عليه العطش، وبدأ يبحث عن ماءٍ يروي به ظمأه.
وبينما هو كذلك، أبصر نبعًا صغيرًا يخرج من بين الصخور على سفح جبل، ففرح به فرحًا شديدًا، وأخرج كأسًا من جلدٍ كان يحمله في جرابه، وبدأ يملأه ببطء من خرير الماء الرقراق.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فمه، إذا بصقره يـ.ـنقض عليه، ويضـ.ـرب الكأس بمخالبه، فيـ.ـسقط الماء على الأرض!
تعجب الأعرابي من فعل الصقر، ولكنه كظم غيظه، وملأ الكأس مرة أخرى. وما إن همّ بالشرب، حتى كرر الصقر فعلته، وأسقط الكأس من جديد. وهنا بدأ الغضب يتسلل إلى قلب الأعرابي، لكنه تماسَك، وأعاد المحاولة مرة ثالثة.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فيه، هاج الصقر مرة أخرى، وضـ.ـرب الكأس وأسقطه، فاستشاط الأعرابي غضبًا، واستل خنـ.ـجره، ثم هوى به على الصقر، فقـ.ـطع جناحه، فسـ.ـقط مـ.ـيتًا عند قدميه.
وبعد لحظاتٍ من السكون، وندمٍ بدأ يسري في نفسه، تسلّق الأعرابي الجبل ليصل إلى عين النبع، علّه يشرب منه مباشرة ويستحم، فإذا به يجد حيةً سـ.ـامةً ضخمة قد ماتـ.ـت في الماء، وظهر أثر الـ.ـسم في لون الماء ورائحته.
هناك أدرك الأعرابي الحقيقة المُرّة، وأن صديقه الصقر كان يمنعه من شرب ماء مسـ.ـموم، وقد حاول إنقاذه ثلاث مرات، لكنه أطاع غـ.ـضبه، فقـ.ـتل أعز أصدقائه.
جلس الأعرابي على الصخر، والدمع يترقرق في عينيه، ثم حمل صقره بين يديه، وقال بصوتٍ متهدّج:
> " لقد منعتني من الهـ.ـلاك، فجزيتُك بالقـ.ـتل!"
ثم تمتم بندمٍ شديد:
"مَن أطاع غضـ.ـبَه ساء أدبُه."
📜يقول أبو العتاهية:
"ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم
عدوًّا لعقل المرء أعدَى من الغضبِ."
المصدر 📚
مجمع الأمثال للميداني 📖
الاغاني لـ ابو الفرج الاصفهاني 📖🍂
0 Commenti
0 condivisioni
0 Anteprima